I- مفهوم الإستخلاف في المال وعلاقته بالملكية والحيازة:
1) مبدأ الإستخلاف في المال: ينبثق عن التصور الإسلامي العام لعلاقة الإنسان بالكون، نظرة متميزة للملكية. حيث يعتبر المالك في ظل هذا التصور مجرد نائب ووكيل عن المالك الحقيقي للمال والذي هو الله تعالى.
2) مفهوم الملكية والحيازة: يتحدد هذا المفهوم من منطلق مبدأ الإستخلا ف . وبالتالي فإن الملكية في الإسلام تقوم على أساس رفع يد المالك عن المال واعتباره مجرد وكيل مستأمن على ما في حوزته.
2) التصرف في الملك وفق مبدأ الإستخلاف: ليس للإنسان وفق هذا المبدأ مطلق الحرية للتصرف فيما يملك. لأنه خاضع في ذلك لأمرالله تعالى، المعبر عنه في الشريعة، حيث لايكتسب المال ولا ينفق إلا وفق إرادة الخالق عز و جل.
II- المال أهميته وقيمته في الحياة:
1) دور المال في الحياة: يعتبر الإسلام المال قوام الحياة، لذلك فإنه يشرع مجموعة من الأحكام التي تنظم وجوه كسب المال وتدبيره واستهلاكه. (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما) (النساء:8)
2) خطورة فتنة المال: يعتبر حب المال ميلا غريزيا عند الإنسان . و هذا الميل قد يطغى فيتحول إلى قوة جامحة تستعبد الإنسان للمال، فيفني حياته في جمعه واكتنازه، غير عابئ في سبيل ذلك بخلق ولا دين . (إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجرعظيم) (التغابن:15)
III- دور مبدأ الإستخلاف في ترشيد التعامل مع المال:
يهدف المنهج الإسلامي في المجال الإقتصادي إلى ضمان الكفاية للجميع، بتسخير الملكية للمجتمع، و جعل التكافل الإجتماعي واجبا شرعيا، كل ذلك من أجل تضييق الفوارق الطبقية وإقرار العدالة الإجتماعية. وعندما تتحقق العدالة الإجتماعية ترشد علاقة الإنسان بالمال، فلا تستبد به عندئذ نزعة الاستئثار بالمال و العمل علىحرمان الآخرين منه.
IV- منهج الإسلام في ضبط غريزة حب التملك:
يقوم هذا المنهج على:
- ربط السلوك بغاية سامية هي الحصول على رضا الله تبارك و تعالى، وبمنظومة تشريعية متكاملة تحقق توازن الإنسان، و تحرره من عبادة المال. ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك توابا وخير أملا)(الكهف:46)
- التنبيه إلى ضرورة التفاني في العمل المنتج دون الركون إلى الدنيا أو الإنصياع لنزعة التسلط والهيمنة.هذا المنهج يؤسس لزهد إيجابي .(ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ) (الإنشقاق:6) (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ) (العلق:6-7)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق