السبت، 5 نوفمبر 2016

شهدت الحركة الوطنية التونسية في فترة ما بين 1945 و 1952 تحولات مهمة:

الـمــوضـــوع:
شهدت الحركة الوطنية التونسية في فترة ما بين 1945 و 1952 تحولات مهمة:
ـ حلّل الظروف الداخلية والخارجية التي مهدت لهذه التحولات.
ـ أبرز مظاهرها.
الـمقـدمــة:
وضع الموضوع في اطاره العام وطرح الاشكالية:
مكنت الظروف التي خلفتها الحرب العالمية الثانية حركات التحرر الوطني من انطلاقة جديدة ساعدت أغلبها في الحصول على استقلالها.
فما هي الظروف الداخلية والخارجية التي هيأت لتجذّر الحركة الوطنية التونسية بين 1945 و 1952 وما هي مظاهر هذا التجذر؟
الجـوهــر:
I) الظروف الخارجية:
1) إنهاك الحرب العالمية II للقوى الاستعمارية:
ـ اقتصاديا
ـ عسكريا
ـ ديمغرافيا
استنتاج: فقدان القوى الاستعمارية لمكانتها وهيبتها في مستعمراتها
2) مناهضة العملاقين للاستعمار:
ـ امضاء الرئيس الامريكي روزفلت مع بريطانيا على «الميثاق الأطلسي» في أوت 1941 الذي ينص خاصة على حق الشعوب في تقرير مصيرها.
ـ مساندة الاتحاد السوفياتي حركات التحرر الوطني من منطلق صراعه مع المعسكر الغربي الامبريالي.
استنتاج: دفع معنوي ومادي للحركات الوطنية.
3) دور المنظمات الدولية والاقليمية
ـ ارتكز نشاط منظمة الأمم المتحدة منذ تأسيسها سنة 1945 على مناهضة الاستعمار فقد أقرت في 12 ديسمبر 1952 مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها من خلال «ضرورة التصفية العاجلة واللامشروطة لجميع أشكال الاستعمار ومظاهره». كما تم استغلال منبر الجمعية العامة للمنظمة لإدانة الاستعمار.
ـ منذ تأسيسها في 22 مارس 1945 وقفت «جامعة الدول العربية» الى جانب الشعوب العربية في نضالها من اجل الاستقلال تكريسا لفكرة «الوحدة العربية».
II) الظروف الداخلية:1) تفاقم الاختلالات الاقتصادية:
ـ تعاقب سنوات الجفاف 1945 ـ 1948 ـ 1950 + زحف الجراد
استنتاج: تراجع الانتاج الفلاحي وغلاء الاسعار.
ـ إغلاق الاسواق الفرنسية امام البضائع التونسية (خاصة الخمور) ومنافسة المغرب الاقصى والولايات المتحدة الامريكية للفسفاط التونسي.
استنتاج: انهيار الانتاج
ـ إغراق السوق التونسية بالسلع الاوروبية. استنتاج: تضرر الحرفيين
ـ عجز الميزان التجاري والميزانية التونسية استنتاج: الترفيع في الضرائب
2) الاختلالات الاجتماعية:
ـ تردي ظروف عيش السكان ـ انهيار القدرة الشرائية وتفاقم البطالة وتضخم أعداء النازحين.
ـ امتداد الفوارق بين التونسيين والفرنسيين استنتاج:غضب الاهالي و تجذر الوعي الوطني وانخراط أعداد كبيرة من التونسيين في العمل الوطني.
3) التحولات الاجتماعية والثقافية:
ـ اقتحام مزيد من التونسيين للمواقع الادارية والتعليمية والمؤسسات الاقتصادية استنتاج:تزايد عدد الموظفين واصحاب المهن الحرة وانخراطهم في التنظيمات الوطنية: خاصة الحزب الجديد و UGTT.
ـ اقتحام المرأة للعمل الوطني.
ـ تضاعف عدد التلاميذ بحكم تزايد عدد المؤسسات التعليمية بالبلاد.
ـ عودة أغلب الصحف الى الصدور وظهور عدة صحف جديدة مثل «الحرية» «الرسالة»...
ـ بروز نخبة من المفكرين الوطنيين أمثال : محمود المسعدي ـ الفاضل بن عاشور.
III) مظاهر التحولات:
1) على مستوى المطلب:
التحول من المطالب الاصلاحية في نطاق نظام الحماية الى رفع مطلب الاستقلال: الجبهة الوطنية ـ مؤتمر ليلة القدر 23 أوت 1946 ـ مذكرة 31 أكتوبر 1951.
2) على المستوى التنظيمي:
ـ تجاوز الخلافات الحزبية نحو العمل الجبهوي من خلال تكوّن «الجبهة الوطنية» في 22 فيفري 1945 (الحزب القديم ـ الحزب ـ الجديد ـ الحركة المنصفية ـ الشبيبة الزيتونية ـ شخصيات مستقلة...) وتنظيم «مؤتمر ليلة القدر» (أو موتمر الاستقلال) بتونس العاصمة بمشاركة كل القوى الوطنية خاصة الحزب الجديد والحزب القديم و UGTT والعديد من الشخصيات الوطنية =) اجماع على المطالبة بالاستقلال ووضع حد لنظام الحماية =) توحّد الصف التونسي.
ـ تحقيق المصالحة بين العرش والشعب خاصة بعد وفاة المنصف باي في 1 سبتمبر 1948 مما أضفى على ولاية لامين باي الشرعية. كما تبنى لامين باي القضية التونسية وأيّد وزارة محمد شنيق لقيادة المفاوضات مع فرنسا.
ـ تأسيس عدة منظمات وطنية على رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل في 20 جانفي 1946 بزعامة فرحات حشاد ـ الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة افريل 1948 برئاسة فرجاني بلحاج عمار ـ الاتحاد العام للفلاحة التونسية ماي 1949 برئاسة الحبيب المولهي =) انخراط هذه المنظمات بشكل مباشر في العمل السياسي.
ـ بروز عديد الجمعيات الرياضية والثقافية والشبابية: مثل «جمعية الطالب الزيتوني» 1949 و «الاتحاد العام لطلبة تونس» 1953...
3) على مستوى أشكال النضال:
أ ـ النضال السياسي:
ـ تكثيف عدد المنخرطين وعدد الشُعب الدستورية بالنسبة الى الحزب الجديد:
400 شعبة في ماي 1950 واكثر من 200 ألف منخرط =) تكثيف الاتصال المباشر بالجماهير عن طريق جولات زعمائه في مختلف المدن والقرى واصدار صحيفتي «الحرية» و «الرسالة» سنة 1948.
ـ رفض «مجلس الأربعين» الذي شكله الباي (ضم خاصة فرحات حشاد عن UGTT والصادق المقدم عن الحزب الجديد وصالح فرحات عن الحزب القديم) للاصلاحات الشكلية التي حاول فرضها المقيم العام: جان دي هوت كلوك.
ـ المساهمة في تأسيس «مكتب المغرب العربي» بالقاهرة في فيفري 1947 والذي انبثقت عنه «لجنة تحرير المغرب العربي» في جانفي 1948.
ـ التجربة التفاوضية مع فرنسا من افريل 1950 الى 15 ديسمبر 1951 (حكومة شنيق التفاوضية).
ـ التعريف بالقضية التونسية في الخارج: تدويل القضية التونسية: زيارة بورقيبة الى الولايات المتحدة الامريكية أواخر 1946 وصائفة 1951 وانضمام UGTT الى «السيزل» في مارس 1951 استنتاج: كسب التأييد للقضية التونسية.
ب ـ النضال الاجتماعي:
ـ دور الاتحاد العام التونسي للشغل: مثل اضراب 4 أوت 1947 (29 قتيلا و 150 جريحا يوم 5 أوت) ـ اضراب التجار في جوان 1947 احتجاجا على السياسة الجبائية ـ اضرابات عمال الضيعات الفلاحية الاستعمارية. وطلبة جامع الزيتونة 1950 ـ 1951.
ـ اضطلاع UGTT بقيادة الحركة الوطنية عندما كان قادتها في السجون والمنافي =) تلاحم النضال الاجتماعي بالنضال الوطني.
ج ـ النضال المسلح:
ـ من خلال حركة «الفلاڤة»: اثر مذكرة 15 ديسمبر 1951 وتمسك فرنسا بازدواجية السيادة، أعلنت المنظمات الوطنية اضرابا عاما لمدة 3 ايام (21 ـ 22 ـ 23 ديسمبر 1951) وعقد الحزب الجديد مؤتمرا استثنائيا (18 جانفي 1952) ليعلن عن ضرورة الغاء معاهدة الحماية وتمكين تونس من الاستقلال وتحقيقه بكل الوسائل في اطار مواثيق الأمم المتحدة =) قمع استعماري.
ـ في ربيع 1952 ظهرت حركة المقاومة المسلحة: حوالي 3000 رجل في شكل مجموعات صغيرة خاضت عدة معارك ضد الاهداف الفرنسية 
الخـاتـمـــة:
استنتاج وفتح آفاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق