الجمعة، 11 نوفمبر 2016

تعريف رينيه ديكارت

رينيه ديكارت (31 مارس 1596 – 11 فبراير 1650)، فيلسوف، ورياضي، وفيزيائي فرنسي، يلقب بـ"أبو الفلسفة الحديثة"، وكثير من الأطروحات الفلسفية الغربية التي جاءت بعده، هي انعكاسات لأطروحاته، والتي ما زالت تدرس حتى اليوم، خصوصاً كتاب (تأملات في الفلسفة الأولى-1641 م) الذي ما زال يشكل النص القياسي لمعظم كليات الفلسفة. كما أن لديكارت تأثير واضح في علم الرياضيات، فقد اخترع نظاماً رياضياً سمي باسمه وهو (نظام الإحداثيات الديكارتية)، الذي شكل النواة الأولى لـ(الهندسة التحليلية)، فكان بذلك من الشخصيات الرئيسية في تاريخ الثورة العلمية. وديكارت هو الشخصية الرئيسية لمذهب العقلانية في القرن17 م، كما كان ضليعاً في علم الرياضيات، فضلاً عن الفلسفة، وأسهم إسهاماً كبيراً في هذه العلوم، وديكارت هو صاحب المقولة الشهيرة:
"أنا أفكر، إذاً أنا موجود'".صورة معبرة عن رينيه ديكارت

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

الإختلاف : آدابه وتدبيره

I- الإختلاف، مفهومه وأسبابه:
1) مفهوم الإختلاف: الإختلاف تنوع في الرأي ناتج عن تباين الوسائل
وتفاوت الأفهام والمدارك. وهو غير الخلاف الناتج عن افتراق في الوسائل والغايات.
2) أسباب الإختلاف:
ا- النزعة الفردية:هي  شعور بذات معنوية مستقلة- ناتج عن الاستقلال الجسدي- تنشأ عنه رغبة في التميز، تدفع الإنسان إلى تكوين قناعات خاصة مما يؤدي إلى  الإختلاف.
ب- تفاوت المدارك والأفهام : ويتجلى ذلك في تفاوت القدرات و المواهب العقلية وتباين المعارف والمهارات و ما ينشأ عن ذلك من الإختلاف.
ج- تباين المواقف والمعتقدات: وهو السبب في تناقض الآراء والأفكار.
II- الإسلام والإختلاف:
يميز الإسلام في الإختلاف بين نوعين:
1) اختلاف مقبول: هو كل اختلاف ناتج عن سبب موضوعي كاستشكال الألفاظ و تعدد دلالات التعابير و احتمال الأدلة لتأويلات مختلفة. هذا النوع من الإختلاف لا يكون ناتجا عن أسباب ذاتية كجحود الحق تعصبا للرأي. وهومشروع و حتمي الوقوع. وإذا أحسن تدبيره تم له أثر بناء."  وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً۬ وَٲحِدَةً۬‌ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخۡتَلِفِينَ" (هود:119)
2) اختلاف مذموم: هو الإختلاف الناتج عن التعصب للرأي واتباع الهوى وجحود الحق. وهو قائم على التزييف والتضليل، و يؤدي إلى النزاع والصراع. و قد ذمه الله تعالى وحذر من سوء عاقبته."وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ۥ وَلَا تَنَـٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡ‌ۖ وَٱصۡبِرُوٓاْ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ" (الأنفال:49)
II- آداب الإختلاف:
     لكي يكون الإختلاف تنوعا يغني الفكر ويتيح تقدم العلم ورقي الحضارة،  يجب تقييده بالآداب الآتية:
ا- التسامح: وهو خصلة ترتقي بسلوك المختلفين من التعصب إلى التراضي ومن التنازع إلى التطاوع،  مما يمكنهم من الوصول إلى التكامل و الحوار البناء.
ب- قبول الآخر : هو تقديركل واحد من المتحاورين للآخر والإعتراف بحقه في عرض الرأي وتداول الكلام، مما يمكنهما من التفاهم و يخلق روح التضامن بينهما.
ج- الحياء: و هو خصلة تقي الإنسان من الغرور والوقاحة، وتبعدعنه الشعوربالعظمة والتفوق،  مما يحفظ للإختلاف أهميته و دوره في إغناء الفكر.
د- الإنصاف: وهو امتلاك القدرة والشجاعة على الإقرار ببطلان الرأي الشخصي، والإعتراف بصحة رأي الخصم.
III- تدبير الإختلاف:
   لإستثمار الخلاف وتوظيفه في تلاقح الأفكار وتبادل المعارف يجب مراعاة الآتي:
ا- ضبط النفس: ويقتضي مخاطبة المخالفين بأدب ورفق، ومقابلة جهلهم بالعلم وعنفهم بالحلم.
"ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡڪَـٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ‌ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ "(آل عمران: 134)
ب- العلم بموضوع الإختلاف: يعتبر العلم بأي موضوع شرطا لمناقشته. وعليه لايجوز لأي كان المجادلة في موضوع يجهل كل مكوناته، إلا أن يكون ذلك على سبيل الإستفسار من أجل التعلم. "وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَـٰدِلُ فِى ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٍ۬ وَلَا هُدً۬ى وَلَا كِتَـٰبٍ۬ مُّنِيرٍ۬" (الحج:8)
ج- التفاوض: هو تداول الكلام وتبادل الإصغاء من أجل اكتشاف نقط التلاقي وتشخيص أسباب الإختلاف، مما يمكن من تسوية الخلاف بشكل يصون الكرامة ويحفظ الود.
د- التحكيم: وذلك باللجوء إلى من عرف بالعلم والحكمة والأمانة ، لكي يكون رأيه حكما فاصلا في الخلاف.

الإعلام والتوعية الصحي

I التوعية الصحية وعلاقتها بالإعلام:
1) مفهوم التوعية الصحية: هي مجموع الأنشطة التواصلية الإعلامية والتربوية الهادفة إلى خلق وعي صحي.
2) علاقة التوعية الصحية بالإعلام: تتجسد هذه العلاقة على مستويين:
ا- مستوى تعاوني: ويتجلى في توظيف وسائل الإعلام قضايا صحية و في توظيف المؤسسات الصحية  وسائل الإعلام للتعريف ببرامجها.
ب- مستوى وظيفي: ويتجلى في تبني المؤسسات الصحية لمخططات إعلامية وتواصلية، وخضوع المنتوج الإعلامي للقيم الصحية الأخلاقية والدينية.
II - التوعية الصحية وفاء بواجب النصيحة للأمة:
   تتحمل كل مؤسسات المجتمع مسؤولية التوعية الصحية.
ا- الأسرة: على الوالدين اكتساب ثقافة صحية تمكنهم من تنشئة أطفال أسوياء.
ب- المسجد: يُمَِكن الأسلوب الوعظي الذي يستعمل في المساجد من إقناع الناس بالإستحابة للقواعد الصحية باعتبار  أن ذلك عمل صالح.
ج- المؤسسات التعليمية: تتحمل مسؤولية التوعية الصحية باعتبارها محضنا للتربية على القيم .
د- مؤسسات الإعلام :  من أهم مسؤولياتها بناء ثقافة صحية وفك العزلة عن الشعوب.
و- مؤسسات المجتمع المدني: يعتبر العمل التطوعي من وسائل النهوض بالوعي الصحي.
III - أثر القيم الإسلامية في ترشيد الإعلام الصحي:
   إن أهم ما يمكن أن يسترشد به الإعلام في بناء الوعي الصحي هو أحكام الإسلام التي تصون مصالح الإنسان و تبعده عن كل مل يضر به نفسيا وجسديا.
IV – كيف نستفيد من الإعلام في بناء وعي صحي:
   يمكن الإستفادة من الإعلام  في مجال التوعية الصحية إذا تمت مراعاة التالي:
-         الإنفتاح على مصادر الإعلام الصحي .
-         انتقاء مصادر المعرفة الوقائية.
-         تحليل المعرفة الصحية وتمحيصها.
-         الإسهام في الأنشطة التحسيسية الصحية.
-         تصحيح السلوك الصحي الوقائي.
-         تبني قضايا التوعية الصحية وأداء واجب النصيحة.

الإيمـــان والصحــة النــفـســية

I- الصحة النفسية، مفهومها ومراتبها:
1) مفهوم الصحة النفسي: الصحة النفسية حالة من الإتزان النفسي الناتج عن الثبات الإنفعالي. وتتجلى الصحة النفسية في الشعور بالطمأنينة والأمان، والرضى عن الذات والقدرة على التفاعل الإجتماعي، والتكيف مع الواقع وحل مشكلاته.
2) مراتب الصحة النفسية: ترتبط الصحة النفسية بمدى قدرة الإنسان على معرفة نفسه والوعي بنوازعها والسيطرة على ميولاتها. وبحسب ذلك يرتقي في مراتب الصحة النفسية.
ا- مرتبة السلامة النفسية: وهي مرتبة النفس المتوازنة، والضميرالمتيقظ. وتنتج عن رؤية واضحة للوجود والحياة، صادرة عن الإيمان بالله، وطاعته ،والتقة في عدله وحكمته. وتتحقق هذه المرتبة برياضة للنفس علي الخير والصلاح.
ب- الكمال انفسي: وهي مرتبة الرضى والإطمئنان والسعادة، التي تبلغها النفس عندما تنطبع على الخير والإستقامة.
II- المرض النفسي، مفهومه ودرجاته:
1) مفهوم المرض النفسي: هو فساد يصيب النفس ويخرجها عن حد الإعتدال والتوازن فيختل إدراكها للخير والشروتضعف إرادتها وتنحرف ميولاتها.
2) درجات المرض النفسي: تتفاوة خطورة الإصابة بالمرض النفسي حسب درجة القوة أو الضعف النفسيين وحسب قدرإمكان السيطرة على السلوك والأفكار والمشاعر. ومن الأمراض النفسية الشائعة:
ا- القلق والخوف المرضي(الرهاب): هوشعور بالضيق والخوف غير المبررين يكون له غالبا انعكاس عضوي. ينشأ هذا المرض عن الإحساس بفقدان المساندة التي يوفرها الإيمان بالله و إحسان الظن به وإخلاص التوكل عليه.
ب- الأمراض النفسية العقلية(العصاب/البارانويا): وهي أمراض تنشأ بسسب العجز عن التكيف مع ظروف الحرمان العاطفي والمادي ومن أعراضها الإكتئاب والوسواس القهري.
ج- أمراض ناشئة عن التطرف في حب الذات (النرجسية/الميجالومانيا/السكيزوفرينيا): وتنشأ بسبب الإنسياق التام مع نزوات النفس وفقدان السيطرة عليها. وينتج عن هذا المرض آفات الأنانية والتكبر والغرور و الإدعاء والتبجح.
III- الإيمان والصحة النفسية:
  تظهر علاقة الإيمان بالصحة النفسية في المواضع الآتية:
ا- الإيمان بالآخرة والشعور بطمأنينة الخلود:يسلم المؤمن بعقيدة تبشره بحياة يتحقق له فيها الخلود والكمال والسعادة الأبدية. ويعلم بأن الدنيا مجرد معبر إلى الآخرة والموت رحلة انتقال إليها مما يخلصه من مشاعر القلق والخوف، التي تعكر صفو الحياة.
ب-الشعور بالكرامة: وهو ناشئ عن التكريم الإلاهي للإنسان ورٍٍَفع شأنه بواسطة التكليف. وينشأ عن هذا تقدير الإنسان لنفسه ولدوره في الحياة، مما يحميه من مشاعر اليأس والعبثية، ويدفعه إ لى بناء مواقفه اتجاه الغير،على أساس مبدئ احترام البشربغض النظر عن اللون  أو الجنس أو المركز الإجتماعي.
ج- الشعوربالمساندة الإلاهية: تعتبر الإستعانة بالله من  مقومات توحيده. وهي التي نشعربقرب الله وتنيل لطفه  وتأييده.  والتوكل على الله والرجوع إليه يفيض على النفس السكينة، و يزودها بالأمل، فينتفي عنها بذلك  اليأس والقنوط والهم والغم.
د- سكينة العبودية: العبودية هي الخضوع لأمر الله الشرعي والرضى بأمره الكوني. وهي سبيل السعادة. والتمرد على أمر الله هوسبيل الشقاء والهلاك.
IV- وسائل اكتساب الصحة النفسية:
ا- الفهم الصحيح للوجود والمصير:  من الأسئلة الوجودية ما يحير الإنسان، ولا يسعف العقل في الإجابة عليه . منها ما يتعلق بالغاية من وجود الإنسان
 وجدوى الحياة ومغزاها، وماهية الإنسان، و حقيقة الموت . إجابات هذه الأسئلة يحفل بها القرآن وتشغل حيزا كبيرا منه؛ والإلمام بها يعطي للحياة معناها الصحيح.
ب- ربط الصلة بالله: عن طريق أداء العبادات الشرعية الواجبة والتقرب إلى الله بنوافل الخيرات، من صلاة وذكر وصدقة وصوم وبر و إحسان.
ج- التقوى: أي الإستقامة على منهج الله في النوايا والأقوال والأفعال للظفر بالحياة الطيبة في الدنيا، والإستعداد للقاء الله تعالى في الآخرة.

العفة ودورها في محاربة الفواحش وحفظ الصحة

I- العفة، مفهومها وحقيقتها:
1) مفهوم العفة: العفة حالة تحصل للنفس فتمكنها من مقاومة دواعي الشهوات  فتنتهي بذلك عن المحرمات.
2) حقيقة العفة: الإستعفاف هو السبيل الشرعي للإحصان عند تعذر الزواج .فهو منهج إرادي أخلاقي، الغرض منه ضبط الدافع الجنسي لأجل تحقيق ما يلي:
ا- إعلاء الميول: أي التسامي في التعامل مع الذات ومع الآخر، بالترفع عن الانقياد للدوافع السفلى.
ب- التحويل: وهو استغلال طاقة الدافع الجنسي بتوجيهها إلى نشاط أرقى يشغل عن الجنس.
II- المنهج الإسلامي في تدبير الغريزة الجنسية:
1) موقف الإسلام من الغريزة الجنسية: يعترف الإسلام بالغريزة الجنسية إلا أنه يأمر بتوجيهها لخدمة الهدف الذي لأجله خلقت عند الإنسان أي ضمان استمرار النوع عن طريق التزاوج والتوالد. واستمرار النوع لايمكن أن يتحقق على الوجه المطلوب إلا إذا تم في إطار الزواج الشرعي الذي يضمن العناية بالأطفال، و تنشئتهم في أطار أسرة يتحمل أطرافها مسؤولياتهم.
2) ثوابت المنهج الإسلامي في تدبير الغريزة: من أهمها التعجيل بالزواج عند القدرة على تحمل تبعاته أوالإستعفاف وضبط النفس، وتعويدها على الصبر بواسطة الصوم .
III- العفة ودورها في محاربة الفواحش:
1) الوسائل التي تعين على التحلي بخلق العفة:
ا- الابتعاد عن المثيرات الخارجية: وهي المثيرات التي تنتج عن استعمال الحواس الخمس . ويمكن اجتنابها بمراعاة الأحكام الشرعية، المتعلقة باللباس، والنظر، والإختلاط واستعمال وسائل الإتصال.
ب- اجتناب المثيرات الداخلية: وهي الخيالات والأفكار والهواجس التي تعتري الإنسان، فتملك عليه فكره.ويمكن تفاديها بملء الفراغ بما يفيد والإشتغال بأنشطة بناءة كالبحث والمطالعة.
2) ثمرات العفة:
ا- حفظ الأعراض: العفة سياج يحمي الأعراض  فهي تبعد الريبة والفتنة وتصون الشرف والكرامة.
ب- صيانة سلامة المجتمع: لأنها تقي المجتمع عواقب  الزنا  كلأمراض المستعصية على العلاج وشيوع الفسق والفجور وما يعجل بانهيارالمجتمعات.
ج- حماية الفضيلة:العفة خلق يحمي من الإنحراف عن الجادة والوقوع في مستنقع الرذيلة. 
IVكيف أكتسب خلق العفة:
-         الإشتغال بالطاعات و بما يفيد من الأعمال واجتناب الفراغ والتبطل.
-         الحرص على مصاحبة الأخيار واجتناب رفقاء السوء.
-         التطوع بالصوم لأنه مدرسة الصبر.
-         التحلي بالإرادة القوية لأن النجاح رهين بمخالفة هوى النفس والسيطرة على الغرائز.
-         اجتناب التلصص والتلذذ بالنظرة  الحرام.
-         تهذيب الخواطر وتوجيهها نحو الخير. والإمتناع عن التفكير في الخيالات المهيجة.
-         الإستعانة بالصبر والصلاة والذكر والدعاء.

مبدأ الإستخلاف في المال في التصور الإسلامي

I- مفهوم الإستخلاف في المال وعلاقته بالملكية والحيازة:
1) مبدأ الإستخلاف في المال: ينبثق عن التصور الإسلامي العام لعلاقة الإنسان بالكون، نظرة متميزة للملكية. حيث يعتبر المالك في ظل هذا التصور مجرد نائب ووكيل عن المالك الحقيقي للمال والذي هو الله تعالى.
2) مفهوم الملكية والحيازة: يتحدد هذا المفهوم من منطلق مبدأ الإستخلا ف . وبالتالي فإن الملكية في الإسلام تقوم على أساس رفع يد المالك عن المال واعتباره مجرد وكيل مستأمن على ما في حوزته.
2) التصرف في الملك وفق مبدأ الإستخلاف: ليس للإنسان وفق هذا المبدأ مطلق الحرية للتصرف فيما يملك. لأنه خاضع في ذلك لأمرالله تعالى، المعبر عنه في الشريعة، حيث لايكتسب المال ولا ينفق إلا وفق إرادة الخالق عز و جل.
II- المال أهميته وقيمته في الحياة:
1) دور المال في الحياة: يعتبر الإسلام المال قوام الحياة، لذلك فإنه يشرع مجموعة من الأحكام التي تنظم وجوه كسب المال وتدبيره واستهلاكه.  (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما) (النساء:8)
2) خطورة فتنة المال: يعتبر حب المال ميلا غريزيا عند الإنسان . و هذا الميل قد يطغى فيتحول إلى قوة جامحة تستعبد الإنسان للمال، فيفني حياته في جمعه واكتنازه، غير عابئ في سبيل ذلك بخلق ولا دين . (إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجرعظيم) (التغابن:15)
III- دور مبدأ الإستخلاف في ترشيد التعامل مع المال:
 يهدف المنهج الإسلامي في المجال الإقتصادي إلى ضمان الكفاية للجميع، بتسخير الملكية للمجتمع، و جعل التكافل الإجتماعي واجبا شرعيا، كل ذلك من أجل تضييق الفوارق الطبقية وإقرار العدالة الإجتماعية. وعندما تتحقق العدالة الإجتماعية  ترشد علاقة الإنسان بالمال، فلا تستبد به عندئذ نزعة الاستئثار بالمال و العمل علىحرمان الآخرين منه.
IV- منهج الإسلام في ضبط غريزة حب التملك:
 يقوم هذا المنهج على:
- ربط السلوك بغاية سامية هي الحصول على رضا الله تبارك و تعالى، وبمنظومة تشريعية متكاملة تحقق توازن الإنسان، و تحرره من عبادة المال. ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك توابا وخير أملا)(الكهف:46)
- التنبيه إلى ضرورة التفاني في العمل المنتج دون الركون إلى الدنيا أو الإنصياع لنزعة التسلط والهيمنة.هذا المنهج يؤسس لزهد إيجابي .(ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ) (الإنشقاق:6) (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ) (العلق:6-7) 

العقود العوضية الخصائص والمقاصد

مفهوم عقود المعاوضة وأنواعها:
1) مفهوم العقد: العقد اتفاق بين شخصين راشدين ينشأ عنه التزام إرادي حر بإمضاء تصرف ينسجم مع الشرع
والوفاء بالعقود واجب لقول الله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود "  (المائدة:1)
2) مفهوم عقد المعاوضة: هو عقد ينشأ عنه التزام إرادي بين المتعاقدين بأداء التزامات متقابلة أخذا وعطاء لتملك عين أو الإستفادة من منفعة أو خدمة اكتساب حق مالي مقابل ثمن.
3) أنواع العقود العوضية:
ا- عقد مبادلة الشيء بثمنه.
- عقد البيع:
*تعريف البيع: هو عقد على مبادلة مال قابل للتصرف فيه بمال مثله مع الإيجاب والقبول على الوجه المشروع. و الأصل في إباحته قول الله تعالى:  "وأحل الله البيع وحرم الربا" (البقرة:275)
*أركانه وشروطه:
                - المتعاقدان: ويشترط فيهما الرشد و التمييز- صحة الملك – حرية الإرادة.
 - المحل: وهو المبيع والثمن . ويشترط  أن يكونا معلومين، طاهرين، مباحين، منتفعا بهما، مقدورا على تسليمهما وتسلمهما.
- الصيغة: وهي الإيجاب والقبول ويشترط فيها الرضى.
ب- عقد مبادلة منفعة الشيء بثمن.
- عقد الكراء:
*تعريف الكراء: هو عقد يمنح بمقتضاه المكري للمكتري منفعة منقول أو عقار خلال مدة معينة مقابل أجرة محددة. وهو جائز.
*أركانه وشروطه:
           - المتعاقدان: ويشترط فيهما الرشد و التمييز – حرية الإرادة – صحة الملك.
           - منفعة العين المكتراة: ويشترط أن تكون ، معلومة، مباحة وأن يمكن تسليمها للمكتري.
           - سومة الكراء: ويشترط أن تكون معلومة القدر والصفة.
ج- عقد مبادلة المال بعمل.
- عقد الإجارة:
*تعريف الإجارة: هي عقد يكون فيه المعقود عليه عملا معلوما مقابل أجرة.
*أركان الإجارة وشروطها:
           - العاقدان: وهما الأجير والمستأجر ويشترط فيهما الرشد أو التمييز – صحة الملك – حرية الإرادة.
           - الأجرة: ويشترط أن تكون معلومة القدر والأجل وأن تقيد بعمل أو زمن.
           - العمل: ويشترط أن يكون مباحا .
د- عقد مخالطة مال بعمل.
- شركة القراض:
*تعريف القراض: هو عقد على الإشتراك في الربح الناتج عن مال من أحد الشريكين وعمل من الآخر.
*شروط القراض:
           - أن يكون رأس المال نقدا حاضرا معلوم القيمة.
           - ألا يؤقت العقد وأن ينص على ما يستحقه الشركاء من الأرباح.
          - يتحمل صاحب المال الخسارة المالية ويتحمل العامل خسارة عمله.
II- خصائص العقود العوضية:
1)    عقد البيع: عوضي – رضائي – ملزم – ناقل للملكية.
2)    عقد الكراء: رضائي - عوضي – ملزم – نفعي – مقيد بزمن.
3)    عقد الإجارة: ملزم – رضائي – عوضي – تبعي.
4)    عقد القراض: عوضي – استثماري – غير مقيد بزمن.
  III- مقاصد العقود العوضية:
      مقاصد تربوية : تحقق العقود العوضية هذه المقاصد لأنها تلزم المتعاقدين بمراعاة قيم الوفاء والعفة.
 _ مقاصد تنظيمية: تحقق العقود العوضية هذه المقاصد لأنها تضمن وضوح العلاقات بين المتعاقدين بفضل أحكامها التفصيلية.
_ مقاصد حقوقية : تحقق العقود العوضية هذه المقاصد لأن لها قوة إثباثية تمكن من إثباث الحقوق ولها قوة إبرائية تمكن من إثباث براءة الذمة من حقوق الغير.
_ مقاصد اقتصادية : تحقق العقود العوضية هذه المقاصد لأنها تمهد لابتكار أشكال جديدة من التعاقدات.
_ مقاصد تنموية: إن الإحاطة بأحكام العقود العوضية يؤهل للمساهمة في التنمية.